[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بقلم / محمد ابوبكر المعداني
المواطن خليفة الذي يقيم في إحدى القرى المجاورة لمدينة بنغازي والمواطنة ابتسام التي تسكن بحي الدولار عاشا قصة حب تراجيديه لا تختلف كثيرا عن قصة يحيى ولميس في مسلسل سنوات الضياع ، الإ إن أبطال ذلك المسلسل لم تكن نهايتهم مأساويه ولم يلق أي منهم حتفه بسبب العقاقير المخدرة ، بعد ان ارتبطا بالرباط المقدس أنجبا العديد من الصبيان والبنات وعاشا في ثبات ونبات على الأرض التركية ، اما خليفه وابتسام لم تكتمل سعادتهم التي ناضلوا من أجل تحقيقها على هذه الأرض بعد أن جمعهما الحب وتعاهدا على الزواج .
خليفه مواطن بسيط ، لم يكن يحلم بأكثر من إبتسام وبيت صغير في البراري ولكن هذا الحلم كان صعب المنال ، فمنذ ذلك اليوم الذي التقيا فيه لأول مره وداعب الحب أوتار قلبيهما تمسك كل منهم بالأخر كما يتمسك الغريق باليد التي تمتد له لتنقذه ... لم يتخلى خليفه عن حبيبته حتى بعد ان تحصل على مايعرف (بطريحة رباش القبور) من أبناء عمها بناء على طلب من امها صاحبة المال والنفوذ التي رفضت بشده اقتران ابنتها برجل (راقد ريح) ، ولم تبالي إبتسام بسنوات عمرها التي ضاعت امام ناظريها في انتظار فارس احلامها ... رفضت كل من تقدم لخطبتها حتى ممن كانوا ينالون إعجاب والدتها التي تتباهى بإحياء (الوردة الليبية ) لحفل زفاف ابنتها الكبرى ، لم تقتنع بالشعور الذي يخالج قلبيهما ونصحته بالعدول عن فكرة الزواج ان لم يستطيع إحضار عقد الجوهر من النوع الكبير والنبيلة ذات العيار واحد وعشرين ولم تنسى ان تذكره بأساور الذهب التي يجب ان يزين بها معصميها واعتبرت ان ذلك حقها فهو سينتزع منها فلذة كبدها ، اما عن المهر الذي يجب ان يقدمه لينال (طويل السالف) فقد اقترحت ان لا يتعدى ألف وخمسمائة دينار تقديرًا لظروفه الصعبة على أن يدعي أمام كافة الناس بأن مهر ابنتها كان ضعف هذا المبلغ ، وطمأنته الى أن فساتين الزفاف والسهرة يمكنه إيجادها في بيت الأناقة او قصر العرائس ولا داعي لأن يتكبد مشاق السفر الى تركيا لإحضارها اما عن البدلة الكبيرة والصغيرة التي لا تلبس الإ لمره واحده فبإمكانها ان تذهب معه لتختار الاجود , كما نبهته الى ان الأردية التي يقدمها هدايا إلى أخوات العروس وعماتها وخالاتها وبنات عم جد أبو امها ينبغي أن لا تكون الا من الحرير الطبيعي أما جاراتها وقريباتها من بعيد فسوف ترضيهن اردية الحرير الصناعي ( العمل) , هذا بالإضافة الى ان عش الزوجية يجب ان يكون في شقه مستقله مؤثثه بأفخم الاثاث .
كثيرا ما أشتكى خليفه الى حماته ظروفه المادية المتدهورة ووضعه الاقتصادي البأس وأكد لها انه في القريب العاجل سيستلم الثروة وطالما استجدتها ابنتها ان تتنازل عن تلك الشروط ولكن كل محاولاتهما كانت صفير في وذن ميت .
لم يتشبث خليفه برقبة أم إبتسام ويخنقها حتى الموت منتقمًا من العادات والتقاليد الباليه بل استطاع بعد السنوات العشرة التي شهدت قصة حبهما أن يجمع المبلغ الذي يخول له تنفيذ بعض شروط تلك المرأة الحديدية بعد ان أثقل كاهله بالديون وأستنزف مرتبه بأقساط السلفة والاثاث وأرهق صحته بالعمل على المركبة الاليه التي مضى على صناعتها ثلاثة عقود طيلة ساعات النهار والليل .
تعالت الزغاريد ونصبت البيوت وعلقت عقود الزينة وتمت مراسم الزفاف بالصورة المطلوبة , لم يتدخل أبن عم العروس ويحلف بأغلظ الأيمان إن إبتسام من حقه ويعترض على مشروع الزواج , ولم ينفذ الرز بالخلطة قبل أن يشبع كافة المدعوين ... كل الامور تيسرت ونفذت حسب ما خطط لها خليفه وابتسام , ونظرًا للدواعي الاقتصادية فقد اتفقا على قضاء شهر العسل في أفخم فنادق مدينة بنغازي مع تقليصه لمدة اسبوع .
وصلا بسلامة الله وحفظه الى فندق تيبستي بمدينة بنغازي في الصباحية (المباركة) , لم تنقلب بهم المركبة الألية المتهالكة على الطريق الساحلية الضيقة التي تفتقر الى العلامات المرورية الإرشادية والعلامات الفسفورية العاكسة التي توضح للسائق الطريق الذي يسلكه وتنبهه إلى أماكن المنعطفات الخطرة والمواقع التي تتواجد فيها الحيوانات وترشده إلى الأماكن التي يمكنه فيها الاجتياز بسلام ولم يعترض طريقهم شرطي مرور متسائلاً عن الفحص الفني والتأمين او حزام الامان ... كان تمضية اسبوع العسل في فندق تيبستي الذي يطل على بحيرة 23 يوليو يمثل لهما حلمًا طالما راود خيالهما كأنه أحد المنتجعات السياحية التي تطل على مضيق البسفور بالدولة التركية .
أكملا إجراءات الحجز بكل سلاسة وصعدا إلى غرفتهما في الطابق الثاني عشر بسلامة الله , لم يتعطل بهم المصعد في منتصف الطريق نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي ولم يهوي بهم الى
قاع الأرض ويرديهم قتلى , كما إنه لم ينشب بينهم خلاف حاد رمى على أثره خليفه شريكة حياته من شباك الغرفة , كل ذلك لم يحدث .
قبل ان تغيب شمس ذلك النهار وضعت إبتسام يدها في يد بعلها وتمشيا في الحديقة المقابلة لفندق تيبستي على ضفاف بحيرة 23 يوليو التي تعاني من مشكلة تدفق كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي عبر منظومة المدينة وتأقلم المواطنين مع رائحتها النفاذة فأصبحت تفوح بأنوفهم كالبخور .
لم يتعكر (جو) خليفه من الرائحة الكريهة التي تنبعث من تلك البحيرة الملوثة ويقرر الانتحار فيها مؤكداً احتجاجه على تهاون المسئولين في تبني الخطط البحثية الرامية الى معالجتها وإصحاحها .
كانا في قمة انسجامهما وهما يتمشيا على نجيلة تلك الحديقة ، يتهامسان ، يسترجعان ذكرياتهما
وفجأة ظهر امامهما شاب لم يتجاوز عمره العشرين عاما شاهراً سكينا حاداً غرسه في جسد خليفه بدون سابق انذار , ولاذ بالفرار ... سقط خليفه على الارض مضرجاً في دمائه ... عقدت الدهشة لسان إبتسام ... صرخت بهستيريا في وجوه الذين أعجبهم مشهد الدماء وهي تنزف من عروق المواطن خليفه فصوروه (لايف) بنقالاتهم .
استنجدت بهم وتوسلت إليهم ان ينقذوا شريك حياتها .
بعد ان تم القبض على المجرم الذي ضيع أحلام خليفه وإبتسام وفرق بين قلبيهما ...
تساءل ضابط التحقيق في محضر جمع الاستدلالات
هل كانت بينك وبين خليفه اي عداوة ؟
اجاب الجاني ... لا عمري ما شفتله قشرة وجه .
الضابط ... هل كانت تجمعك مع إبتسام زوجة القتيل اي علاقه ؟
الجاني ... لا عمري ماريتها .
تعجب الضابط ... اذا ما هو مبررك في طعن المجني عليه ؟
اجاب الجاني ... شاري موس جديد انجرب فيه !!! .
بعد الكشف الطبي عليه أتضح انه متعاطي كميه كبيره من عقاقير الهلوسه ( روج ) .
السبت نوفمبر 20, 2010 1:45 am
