وفق نظرية الأكواد الرقمية للتنبؤات التي اعتمدها عادل عبدالقادر
العرب يهزمون إسرائيل في العام 2018 على يد زعيم مصري اسمه محمد
أسامة الكرم: للأكواد الرقمية استخدامات يمكن من خلالها معرفة مستقبل دول وشعوب
محمد عبدالهادي: من خلال تاريخ ميلادي وعدد أخوتي تنبأوا بمستقبلي
خالد عبدالمنعم: التنبؤ من خلال هذه النظرية يحتمل الصواب والخطأ
حسن حسين: السلوكيات البشرية والمصالح السياسية يصعب معرفتها
ماجد يوسف: لا يمكن استخدام حسابات عشوائية لمعرفة مستقبل الإنسان
القاهرة- صفاء عزب:
هل تصدق أنه في عصر العلم والتكنولوجيا يمكن أن تعرف مستقبلك كله ومصيرك من حيث النجاح والفشل من خلال معلومات رقمية خاصة بتاريخ ميلادك وعدد اخوتك وترتيبك بينهم ووظيفتك? ليس هذا سؤالاً افتراضياً أو ضرباً من الخيال أو نوعاً من الدجل, بل هو كلام توصل اليه بعض الباحثين في مجال علوم الاحصاء وأشهرهم الراحل الدكتور عادل عبد القادر صاحب نظرية الأكواد الرقمية للتنبؤات والتي تعتمد على استخدام الكمبيوتر في تحويل تواريخ الميلاد الى عدد مكون من ثلاثة أرقام واجراء بعض العمليات المعقدة التي من خلالها يمكن استنباط بعض المعلومات المستقبلية, حيث أمكنه خلال تلك النظرية معرفة تحديد يوم ميلاد الرسول الكريم ¯ صلى الله عليه وسلم وكذلك معرفة ميلاد السيد المسيح ¯ عليه السلام. فضلاً عن أحداث أخرى غريبة تم التنبؤ بها مثل هزيمة اسرائيل على يد العرب العام 2018 بقيادة زعيم عربي من مصر يعيش بيننا الآن واسمه الأول محمد وهو من مواليد 1981.
في البداية يقول الدكتور أسامة الكرم ¯ أحد المتخصصين في هذه النظرية ¯ الاكواد الرقمية لها استخدامات وتطبيقات مثيرة تتجاوز مجرد معرفة مستقبل الفرد, بل معرفة مستقبل دول وشعوب بأكملها, مثلما حدث وكشفت الأرقام منذ سنوات عن اختفاء شارون من الساحة السياسية وهو ما حدث بالفعل, ونظرية الأكواد الرقمية ليست دجلاً, بل علماً يقوم على التحليلات والعمليات الحسابية المعقدة والتي يمكن بواسطتها التنبؤ بأحداث سياسية وعسكرية ومعرفة احتمالات وقوع الحوادث والكوارث الطبيعية, وكذلك نتائج مباريات اللعبات الرياضية الجماعية وعلى رأسها كرة القدم, وتعتمد النظرية على وجود أكواد أو شفرات رقمية يصل عددها الى 12 كوداً, وأنه بواسطة هذه الأكواد تم تحليل أكثر من 165 ألف شخص في العالم عن طريق الحصول على بيانات خاصة بالشخص نفسه مثل محل وتاريخ ويوم ميلاده الهجري أو الميلادي, وطبيعة عمله ومن خلال هذا العدد من الأشخاص الذين تم تطبيق النظرية عليهم أمكن التوصل الى أكثر من 21 ألف نوعاً من الشخصيات البشرية وذلك بالاستعانة بقدرات الكمبيوتر على التحليل, كما يمكن أن تستخدم النظرية في التنبؤ بأحوال الدول والحكومات والزعماء وكذلك احتمالات الاصابة بالأمراض النفسية, كما أنها أفادت أساتذة الفلك في تحديد بدايات الشهور العربية وساعدت أساتذة الاقتصاد في استشراف بعض الظواهر الاقتصادية بالاعتماد على بيانات رقمية تحولها الى أكواد وشفرات يتم على أساسها التوصل لحقائق مستقبلية.
نبوءة
ومن بين الذين لديهم تجربة مع تلك النظرية في استكشاف بعض ملامح مستقبلهم محمد عبد الهادي الذي يقول: صدقت النظرية بالفعل في مساعدتي على تكشف بعض الأمور من خلال تاريخ ميلادي وعدد اخوتي, ووضعت لي خطة مستقبلية تحققت تدريجياً بداية من المواد التي يفضل لدي دراستها في المرحلة الثانوية مروراً بالكلية التي سألتحق بها ووصولا الى العمل المناسب لشخصيتي, وكانت التنبؤات مذهلة بالنسبة لي.
وعلى العكس يقول خالد عبد المنعم ¯ محاسب ¯ عندما استمعت لهذه النظرية حاولت أن أتعامل معها بحكم علاقتي بالأرقام ولكني فشلت, والحقيقة أن التنبؤ من خلال هذه النظرية يحتمل الصواب والخطأ, وأنا شخصياً أردت أن أستفيد وأستكشف بعض الأمور المستقبلية منها والتي تخص عملي وحياتي, لكن الأمر لم يعد مجدياً بالنسبة لي وكان مجرد تضييع وقت, وما أكد لي ذلك هو أنني قرأت مصادفة عن هذه النظرية في صحيفة قديمة, كان صاحبها يتنبأ بأحداث لم تحدث مثل توقع أن بوش الابن لن يستمر في الحكم في ولايته الأولى وهو ما لم يحدث حيث انه تولى فترتين وليس فترة واحدة دمر خلالهما العالم, كما أنه تنبأ ببعض الأمور المتعلقة بالسياسات العربية التى لم تحدث أيضاً.
عالم الأرقام
حسن حسين الخبير في عالم الاحصاء والأرقام أيضاً له اهتمامات وملاحظات على استخدام مثل هذه النظريات في حساب احتمالات المستقبل وأحداثه, حيث يقول: هناك محاولات كثيرة من جانب الاحصائيين والرياضيين لاستخدام علوم الاحصاء ونظريات الاحتمالات في تحليل الأرقام وتحويلها الى شفرات لمعرفة معلومات غائبة عنا في الوقت الحاضر, لكن هذا الأمر يجب ألا يؤخذ على اطلاقه لأن هذه العلوم تجدي فقط في ما يتعلق بالأمور التي يمكن حسابها مثل الدخول والاتجاهات والمؤشرات الاقتصادية وتوقعات المكسب والخسارة وقوى العرض والطلب, ولكن كلما اتجهنا نحو السلوكيات البشرية وحسابات المصالح السياسية والعسكرية وخلافه فهي أمور شائكة يصعب التنبؤ بها عبر الأرقام الصماء.
نظرية الفوضى
ويرفض المهندس ماجد يوسف ¯ باحث في مجال العلوم التجريبية وعالم الأرقام ¯ الاعتماد على مثل هذه النظريات, بل يصفها بأنها لا ترقى الى مسمى نظريات علمية بالمعنى المتعارف عليه في العلوم التجريبية, ولا يعقل أن تستخدم حسابات وتواريخ عشوائية لاستنباط مستقبل الانسان لأن هناك متغيرات عدة تتحكم في الأمر بدليل أن مصير توأمين ربما يتغير كلاهما عن الآخر لو اختلفت الظروف رغم التشابه في تواريخ الميلاد وفي العناصر التي تعتمد عليها تلك النظرية مما يهدمها من جذورها, كما أن الاحتمالات لا تحصى من جراء تحليل علاقات الأرقام بعضها ببعض ولا يمكن ربط مصير انسان أو شعوب بأرقام قد يلعب الحظ دوره في ترجيح احتمال على آخر وان كانت هناك نظريات خاصة بالسلوكيات العشوائية ولكنها تناسب أكثر الأحداث البيئية والطبيعية في الكون مثل نظرية " الفوضى العمياء " وهي خاصة بمجال ميكانيكا الظواهر الفيزيائية وتهتم بالتنبؤات الجوية والكونية بالاضافة لما يتعلق باتجاهات حركة السكان وحركة الاقتصاد ومفرداته حيث تعتمد تلك النظرية على استكشاف مناطق النظام في العشوائية التي تميز تلك الظواهر.
مجرد تخمين
وحول مصداقية النظرية يعلق الدكتور محمد فهمي ¯ أمين عام جمعية الرياضيات المصرية ¯ أنه لا صحة لوجود ما يسمى بنظرية الأكواد الرقمية وما تعتمد عليه تلك الطريقة لا يعدو كونه تقليدا لما كان يجري في العصور البدائية والمجتمعات التقليدية عندما كانوا يجمعون مواليد نفس اليوم ويحاولون وضع قانون خاص بهم حسب ما يتراءى لهم من صفات مشتركة وهو أمر لا يخرج عن التنجيم والتخمين العشوائي الذي لا علاقة له بالقواعد العلمية في وضع النظريات سواء في علم الاحصاء أو غيره من العلوم الرياضية, وما يستخدم في علم الاحصاء هو أمر مختلف يعتمد على شفرات وعمليات معقدة تستخدم عادة في الأعمال المخابراتية ولا يمكن تطبيقها بسهولة لدى كل الناس.
المصدر
الثلاثاء فبراير 15, 2011 6:50 am
