فكرة بـ25 مليار متر مياه عذبة!

فكرة بـ25 مليار متر مياه عذبة!
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ابتكار متميز لنظام لتخليق الأمطار قام الأستاذ هانى يونس بنشره من قبل على موقع الاهرام .. الخبر يقول : طرح الدكتور شريف عيسي، أستاذ الهندسة الكيميائية المتفرغ، ورئيس المركز القومى للبحوث الأسبق، فكرة علمية لانتاج الأمطار، تضمن لمصر أمناً مائياً على مدى السنوات المقبلة، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية فى مختلف ربوع الوطن.
النظام الجديد الذى يقترحه الدكتور شريف عيسي، نظام هندسى مصري، يحتاج للتنفيذ التجريبي، لتكوين السحب، وإسقاط الأمطار، كمصدر للمياه العذبة فى المواقع المختارة، وبكميات تقدر بالمليارات من الأمتار المكعبة، اعتماداً على طاقتى الشمس والرياح.
«الجزر الحرارية الاصطناعية لإنتاج الأمطار». تحت هذا العنوان يشرح الدكتور شريف عيسي، اقتراحه مؤكداً أنه يعتمد على طاقتى الشمس والرياح فقط، ليتم تكوين نظام هندسى قادر على تصعيد الهواء الرطب الى طبقات الجو العليا، وصولاً الى تركيزات من السحب، تؤدى الى سقوط الأمطار بشكل مستمر، يوميا ويمكن التحكم فيه، فى مواقع يمكن تحديدها مسبقاً، اعتماداً على خواص المواقع المختارة مناخياً، فحصاد الأمطار، وتحويلها الى مصادر تغذية لمختلف الأنشطة بعد ذلك، يصبح أمراً يسيراً، ويمكن توجيهه طبقاً للحاجة.
وهذه التكنولوجيا نظيفة بيئياً، مقارنة بالتقنيات السائدة للتعامل مع مشكلة توفير المياه.
يقول استاذ الهندسة الكيميائية المتفرغ: تشير الأرقام التى يمكن الاستدلال بها، وإسقاطها على مناخ مثل المناخ السائد فى مصر، حيث السطوع الشمسى يتعدى 300 يوم سنوياً، وفى مواقع ممتازة، فإنه باستخدام وحدة واحدة من النظام المقترح تبلغ مساحتها حوالى 10 كم2، فمتوسط المياه الصاعدة يومياً، باعتبار خمس ساعات سطوعاً للشمس يوميا. المرشحة لتكون أمطاراً، يقدر بحوالى 17 مليون طن مياه، أو5.1 مليار م3 فى العام، وبافتراض أن 25% فقط من هذه الأرقام سيتم استرجاعها كأمطار فى المواقع المحددة، فإن ذلك يعنى أن هذه الوحدة النمطية، ستعطى مياها عذبة تتعدى 1.27 مليار م3 كل عام، وهو مايعادل إنتاج 100 محطة تحلية مياه، ذات انتاجية 4000 م3/يوم، مثلاً.
والوصول بالتكنولوجيا المقترحة الى التطبيق الكامل الميدانى يعد الهدف الأساسي، والذى بناء عليه يمكن التوسع فى عدد الوحدات، وصولا للأرقام القومية التى تستهدفها الدولة، وهو أمر قد يغير الخريطة المائية والانتاجية والسكانية فى مصر، بشكل يعد أملا يجب عدم التردد فى الدخول إليه بكل التركيز والجدية الواجبة.
وكما يقول د. شريف عيسي: لو تصورنا تنفيذ عشرين وحدة نمطية، فى حالة ثبوت نجاحها، فإنها تكون قادرة على توفير أكثر من 25 مليار م3 من المياه سنوياً، وهو مايوازى تقريباً نصف إيراد نهر النيل، كما أنه سيكون قادرا على زراعة ملايين الأفدنة، وحل كثير من المشكلات التى تواجهنا حالياً، ومستقبلاً. فإسقاط الأمطار فى أعماق الصحارى المصرية فى المواقع المطلوب تطويرها وتنميتها لن يحتاج الى محطات ضخ ورفع عملاقة، كما هو الحال فى المشروعات التقليدية من هذا النمط.
ويصل الدكتور شريف عيسى الى نتيجة مفادها احتمال أن ينشأ فى يوم من الايام منبع لنهر جديد فى الصحراء الغربية مثلاً، كأحد مخرجات هذه التكنولوجيا، كما أن النجاح المأمول للنظام المقترح، ومن ثم إمكانية انتشاره عالمياً، يتوقع أن تكون له آثار إيجابية على ظاهرة الاحتباس الحراري، كنتيجة لتكوين السحب القادرة على زيادة الانعكاس الحرارى للكرة الأرضية.
المدهش فى هذا النظام المقترح أن الميزانية التقديرية لنموذجه التجريبى لاتزيد على ثلاثة ملايين جنيه، بينما مساحة الأرض المطلوبة تبلغ نحو نصف فدان صحراوي، وتبلغ الفترة الزمنية للتنفيذ والاختبار والتشغيل والتقييم عاماً ونصف العام.
بقى أخيراً أن نؤكد أن هذا المقترح لم يخرج من شخص عادي، وإنما طرحه أحد علمائنا، الذى ترأس أحد أهم مراكز البحوث فى مصر. فهل يجد هذا المقترح العلمى اهتماماً من حكومة الثورة، ورئيسها الدكتور شرف؟!